من جازان للرياض كم عاماً تستغرق الرسالة؟

من جازان للرياض كم عاماً تستغرق الرسالة؟











تنام هذه الكيلومترات العشرة – حفرة – موت على الطريق الواصل بين مدينتي أبها وجازان، وللأمانة، والدقة أيضاً تحت الإشراف الإداري بمنطقة جازان. ولما يزيد عن عام وبضعة أشهر قام المقاول بحفر جانب الطريق ثم سحب كل أدواته وترك المكان لزيارات ملك الموت الدورية.
أعرف بعض الرقاب – الخضر – التي ذهبت ضحية وأشاهد أيضاً بين الحين والآخر تلك الحوادث المأساوية وللأمانة أيضاً هؤلاء ضحايا المسؤول المباشر تحت اللوحة الإقليمية لوزارة النقل ثم أيضاً ضحايا المقاول رغم أنني اليوم أرفع عنه كل اللوم والعتب وكامل المسؤولية طالما كان سعادة المسؤول لعام ونصف لا يعلم عن مشروع يأكل الأنفس ولم يحرك له كل الجامد الساكن.
وأقولها اليوم بالفم المليان إن سعادته في مواجهة كل المسؤولية. قبل أن أكتب، وقبل أكثر من عام حاولت أن يصل صوتي الشفهي إلى وسائط المسؤول. ولأن صوتي أخفض من أن يصل إليه، فقد أوصلته لسعادته عبر بطانته. مؤسف أنه حتى المسؤول الإقليمي لا نصل إليه إلا ببطانة. بعدها، وقبل أكثر من عام كتبت هنا وأنا القادم بحرقتي لأوراقي من خيمة عزاء. والمهم أن الرسالة قد وصلت لمسؤول أكبر وظننت أن حياة الناس وسلامتهم قد تجد شيئاً من الاهتمام ومع هذا تبخرت كل الوعود. ومساء البارحة فقط عدت عابراً لذات الطريق وكأن شيئاً لم يكن. لماذا أصلاً تكون سلامة الأحياء من ضمن اهتمامات المسؤول؟ لماذا نزعج هؤلاء بين الفينة والأخرى بآلام الناس وهمومهم ولماذا أيضاً نكرر توسلاتنا من أجل الناس طالما أننا نعرف الجواب: لقد وصلت الرسالة تلو الأخرى إلى سعادة المسؤول، وهو في الأصل غير ملزم بالإجابة، مثلما هو أيضاً غير ملزم أن يسأل عن مشروع مر بأوراقه وتوقيعه. السؤال: هل تستحق بضع وفيات لحفرة بطول عشرة كيلومترات على جانب هذا الطريق أن ندبج فيها مقالين في عامين وهل تستحق مثل هذه – المقبرة – أن نكتب عنها مرة أخرى في العام القادم؟ سؤالي: هل تستحق عشرة كيلومترات في صحراء مشروعاً يمتد لعامين وإذا كان الجواب بالإيجاب فكم تستحق مسافة الطريق من جازان إلى الرياض كي تصل الرسالة!